المادة    
السؤال: نحن فتيات مسلمات نقيم في هذه البلاد الطاهرة، ولكننا نشتاق، ونحنُّ لوطننا كثيراً، ويعز علينا أن نرى اليهود الأشرار وهم يدنسون أرض الأقصى الشريف.
وسؤالي: ما هو الأفضل لنا أنبقى خارج بلادنا ونجاهد في سبيل الله تعالى ونحن خارج وطننا، أم نذهب إلى وطننا ونجاهد من الداخل، ونقاوم اليهود الأشرار بكل الوسائل، بإعداد المجاهدين لمقاومتهم وغير ذلك؟ وهل يزداد الأجر لوجودنا خارج وطننا، أم هل يكون الأجر في الداخل وفي مواجهة الأعداء؟
الجواب: الأخت يظهر من السؤال أنها من فلسطين المحتلة، التي نسأل الله أن يردها إلى المسلمين وأن يدمر اليهود جميعاً، سواء اليهود الأصليون أو اليهود الذين قد يكونون عرباً، لأنهم في بواطنهم هم الذين مهدوا لهؤلاء اليهود هذا الأمر.
وأقول: مع ذلك الذي أنصح به أخواتي، والدين النصيحة، وأقوله دائماً لإخواني في الله: الإنسان إذا استطاع أن يرجع إلى بلاده، وأن يدعو إلى الله فيها، ويكون قد عرف هنا المنهج السليم والصحيح في العلم والدعوة، فأنصحه أن يرجع، لأسباب منها: حاجتهم هناك إلى القدوة والالتزام والعلم الذي عند الأخ.
وأيضاً: إن في هذا المجتمع هنا من لديه بعض النظرة الجاهلية الضيقة التي يرى أصحابها أن كل ما يأتي من قبل هؤلاء الذين قد يسمون أجانب، أو أهل إقامات أن كلامهم أقل من أن يعتنى به، وإن قُبل أو أُخذ فهو أقل من أن يعتنى به، مع الأسف الشديد هذا المظهر موجود ولا نستطيع أن ننكره، فهو حقيقة واقعة، فلعزة المسلم ولموقعه هنالك من الجهاد أنصحه أن يرجع.
والأخوات الفلسطينيات لهن دورٌ عظيم في الجهاد، ونحن لا يمكن أن ننسى فلسطين أبداً مع كثرة الجراح في الفلبين، أو ارتيريا، أو الصومال، أو البوسنة.
والجرح العميق والأساس هو جرح فلسطين، أو جرح الأقصى، والمرأة المسلمة تستطيع أن تصنع -بإذن الله- ما يعجز عنه الرجال، بل ما لا يمكن أن يقوم به أحد، لا سيما في تلك الأرض المحتلة، وذلك بعفافها وحجابها وطهارتها وبتربيتها لهذا الشباب الذي نرجو أن يجعل الله على يديه النصر والخير.
وهذا الشباب الذي انطلق ابتداء بالحجارة وانتهاء بالرصاص، يقاوم أعداء الله، هو الذي قلب المؤامرات الدولية والعربية على القضية الفلسطينية، وهو الذي فتح أبواباً من الأمل لم تكن الأمة تحلم بها بعد أن كادت القلوب أن تيأس من أن يوجد حل لمثل هذه القضية، فإيجاد مثل هؤلاء الشباب وتربيتهم واحتسابهم، كما احتسبت الخنساء رضي الله عنها أبناءها، أنا أرى أنه هو الأولى والأفضل.
وأما إن كان بقاء الأخت هنا لتمكنها من الدين، ولتعلم العلم الشرعي، أو لضرورة من ضرورات الحياة، فالأمر يعالج موقفه عينياً فردياً، لكن أنا أقول كناحية عامة: الذي أفضله وأختاره هو العودة إلى هنالك.